في خطوة استراتيجية مهمة تهدف لتعزيز جودة التعليم وتحقيق استقرار مستدام للعملية التعليمية، أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن اعتماد التقويم الدراسي الجديد للسنة الأكاديمية 1447هـ / 1448هـ (2025 / 2026)، عقب موافقة مجلس الوزراء الكريمة على العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين في مدارس التعليم العام.
يُعد هذا القرار أحد محاور تطوير المنظومة التعليمية التي تقودها المملكة ضمن رؤيتها الطموحة: رؤية 2030، حيث توازن بين استقرار الجدول الزمني وجودة المحتوى التعليمي، مع الحفاظ على الإطار الزمني الموحد للأعوام الدراسية الأربعة المقبلة.
يُلقي هذا المقال نظرة تفصيلية على تفاصيل التقويم الدراسي الجديد، أهم مميزاته، الأسباب والدوافع وراء العودة لنظام الفصلين، وأثر ذلك على جودة وكفاءة العملية التعليمية خلال المرحلة المقبلة.
النظام الجديد للتقويم الدراسي: العودة لنظام الفصلين مع الحفاظ على الإطار الزمني الموحد
تبدأ العام الدراسي للعام 1447هـ / 1448هـ في النظام الجديد بفصلين دراسيين، يتوافقان مع توجهات الاستقرار الوزاري والتعليم الحديث، وذلك مع الحفاظ على الإطار الزمني الموحد المعتمد للأعوام القادمة حتى 1450هـ (2028م)، وهو ما يسهم في استقرار تخطيط المدارس، الطلاب، المعلمين، وأولياء الأمور.
مواعيد بداية العام الدراسي
- عودة الهيئة الإدارية والمشرفين التربويين: 18 صفر 1447هـ (12 أغسطس 2025م).
- عودة المعلمين: 23 صفر 1447هـ (17 أغسطس 2025م).
- انطلاق العام الدراسي رسميًا: 1 ربيع الأول 1447هـ (24 أغسطس 2025م).
حدد التقويم هذه المواعيد بدقة لتنسيق عودة العملية التعليمية تدريجيًا، بما يضمن التحضير الأمثل للمقررات والأنشطة.
الإجازات والمناسبات الرسمية ضمن التقويم الدراسي الجديد
يشمل التقويم الجديد عدة إجازات رسمية وفقًا للمناسبات الوطنية والدينية، موزعة بشكل متوازن على مدار العام الدراسي لتوفير الراحة وتعزيز جودة التعلم، بالإضافة إلى إجازات منتصف الفصول التي تسمح بإعادة الشحن والتقييم.
أبرز الإجازات كما يلي:
- إجازة اليوم الوطني: 1 ربيع الآخر 1447هـ (23 سبتمبر 2025م).
- إجازات إضافية في 20 ربيع الآخر (12 أكتوبر 2025م).
- إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول: من 30 جمادى الأولى إلى 8 جمادى الآخرة (21 إلى 29 نوفمبر 2025م).
- إجازة منتصف العام الدراسي: من 28 رجب إلى 7 شعبان (9 إلى 17 يناير 2026م).
- إجازة يوم التأسيس: 5 رمضان (22 فبراير 2026م).
- إجازة عيد الفطر: 17 رمضان إلى 6 شوال (6 إلى 28 مارس 2026م).
- إجازة عيد الأضحى: من 15 ذي القعدة إلى 6 ذي الحجة (1 إلى 25 يونيو 2026م).
- إجازة نهاية العام الدراسي: تبدأ في 6 ذي الحجة 1447هـ (25 يونيو 2026م).
يُلاحظ توزيع الإجازات بشكل يفصل بين الفصول الدراسية بطريقة تضمن الحفاظ على انضباط الجدول الدراسي دون ضغط أو تأخير.
تعرف أيضًا على تفاصيل المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025 في الرياض!
أهمية العودة لنظام الفصلين الدراسيين: بين الاستقرار والتطوير المنهجي
أوضح التقرير الرسمي للوزارة والقرارات الحكومية أن العودة لنظام الفصلين الدراسيين تندرج ضمن توجه استراتيجي يهدف إلى:
- تنظيم الهيكل الزمني للعملية التعليمية: يوفر نظام الفصلين استقرارًا أكبر في جداول المدارس، ما يسهل التخطيط الأكاديمي وإدارة الموارد بشكل أفضل.
- استقرار بيئة التعلم: استقرار النظام الدراسي يحد من التغييرات المفاجئة التي قد تؤثر على استمرارية حصص التدريس وتحقيق أهداف المناهج.
- الحفاظ على الإطار الزمني الموحد للأعوام الدراسية: حتى 4 سنوات قادمة، لضمان الاستمرارية وعدم التشتت في الجدول السنوي.
- تحقيق جودة في التعليم: من خلال الاستفادة من المكتسبات التي تم تحقيقها في تجربة نظام الفصول الثلاثة، خاصة فيما يتعلق بعدد أيام الدراسة التي حققت 180 يومًا، ضمن المعدلات المعتمدة دوليًا (ـ OECD ومجموعة العشرين).
وقد جاء القرار بعد دراسة شاملة شارك فيها متخصصون تربويون، وممارسون، وأولياء أمور، حيث توصلت الوزارة إلى أن جودة التعليم تعتمد على عناصر أساسية كـ:
- تأهيل المعلمين وتطوير مهاراتهم.
- تحديث المناهج التعليمية بما يتناسب مع المتطلبات الحديثة.
- تحسين البيئة المدرسية وتقنيات التعلم.
- تطبيق حوكمة مؤسسية فعالة تضمن جودة الأداء.
تؤكد هذه النتائج أن جودة التعليم ليست مرتبطة فقط بعدد الفصول أو أيام الدراسة، بل بجودة تلك العوامل ودورها في دعم العملية التعليمية.
المرونة في التطبيق والتنويع داخل المؤسسات التعليمية
أعلنت وزارة التعليم عن استمرار تعزيز المرونة في بعض المدارس والجهات التعليمية، خاصة:
- المدارس الأهلية والعالمية.
- الجامعات.
- التدريب التقني والمهني.
ويندرج هذا الأمر ضمن الاهتمام الخاص بإدارات التعليم في مكة المكرمة، المدينة المنورة، الطائف، وجدة، نظرًا لخصوصيات مواسم الحج والعمرة والزيارة. كما أن التنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى يعزز التكامل ويخدم المجتمع المحلي بأفضل السبل.
التقويم الدراسي الجديد في سياق رؤية المملكة 2030
تنسجم هذه الخطوة مع الخطط الأوسع لتطوير منظومة التعليم ضمن رؤية 2030 التي تهدف إلى:
- تطوير جودة التعليم.
- زيادة كفاءة الأداء الإداري والتربوي.
- تعزيز تنافسية الطلاب محليًا وعالميًا.
- توفير بيئة تعليمية مستدامة ومبتكرة.
إعادة النظام التعليمي إلى الفصلين الدراسيين تندرج في هذا الإطار، وتدعم تحقيق أهداف الاستقرار والزخم الإيجابي في تطوير المسار التعليمي بالمملكة.
مقارنة مع نظام الفصول الثلاثة: ما المكتسبات والدروس المستفادة؟
في السنوات السابقة، جربت الوزارة نظام الفصول الثلاثة، ما وفر:
- تحسين معدل أيام الدراسة السنوي لـ 180 يومًا، ما يتوافق مع المعايير الدولية.
- فرص أكبر لتنويع الإجازات بدون التأثير على جودة التعليم.
- إمكانية متابعة أعمق وتحليل دقيق لأداء الطلاب خلال مراحل قصيرة.
لكن الاستنتاج من الدراسة الشاملة أن النجاح النهائي يرتبط بعناصر تراكمية وليس فقط بنظام الفصول. وبناءً عليه، قرر المجلس إعادة النظام التقليدي للفصلين مع الاستفادة من الدروس.
الجدول الزمني للعام الدراسي 1447هـ / 1448هـ (2025 / 2026) |
||
|---|---|---|
المرحلة |
التاريخ الهجري |
التاريخ الميلادي |
| عودة الهيئة الإدارية والمشرفين | 18 صفر 1447هـ | 12 أغسطس 2025م |
| عودة المعلمين | 23 صفر 1447هـ | 17 أغسطس 2025م |
| بداية العام الدراسي | 1 ربيع الأول 1447هـ | 24 أغسطس 2025م |
| إجازة اليوم الوطني | 1 ربيع الآخر 1447هـ | 23 سبتمبر 2025م |
| إجازة منتصف الفصل الأول | 30 جمادى الأولى – 8 جمادى الآخرة | 21 – 29 نوفمبر 2025م |
| إجازة منتصف العام | 28 رجب – 7 شعبان | 9 – 17 يناير 2026م |
| إجازة يوم التأسيس | 5 رمضان 1447هـ | 22 فبراير 2026م |
| إجازة عيد الفطر | 17 رمضان – 6 شوال | 6 – 28 مارس 2026م |
| إجازة عيد الأضحى | 15 ذو القعدة – 6 ذو الحجة | 1 – 25 يونيو 2026م |
| إجازة نهاية العام الدراسي | 6 ذو الحجة 1447هـ | 25 يونيو 2026م |
| بداية العام الدراسي الجديد | 10 شوال 1448هـ | 23 أغسطس 2026م |
تقييم فترة الدراسة وعدد الأيام الدراسية
بذكاء، حافظ التقويم على الحد الأدنى لعدد أيام الدراسة، التي تصل إلى 180 يومًا سنويًا، وهي متوافقة مع المعدلات المعتمدة عالميًا في دول مجموعة الـ OECD ومجموعة العشرين، التي تتراوح فيها أيام الدراسة بين 180 و185 يومًا، وتصل أحيانًا إلى 200 يوم.
مثل هذا الاستقرار في عدد أيام الدراسة يضمن الاحتفاظ بالمستوى التعليمي اللازم، مع إعطاء مرونة كافية في توزيع الإجازات.
ما يقوله القائمون على التعليم عن القرار
أكدت وزارة التعليم أن القرار لا يرمي فقط إلى تعديل النظام الأكاديمي، بل هو جزء من استراتيجية متكاملة تتضمن:
- تطوير وتأهيل المعلمين.
- تحسين المناهج التعليمية.
- توفير بيئة مدرسية تحفّز الطلاب.
وقد صرحت الوزارة أن جودة التعليم تعتمد بدرجة أكبر على هذه العناصر الجوهرية، مؤكدة أن التحول الرقمي وتقنيات التعليم الحديثة ستلعب دورًا محوريًا في دعم هذه الاستراتيجية.
وضمن هذا السياق، أشادت الوزارة بالدور المستمر للمرونة في بعض المدارس والمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى الصلاحيات التي أُعطيت لبعض إدارات التعليم لمراعاة الظروف المحلية والاحتفالات الدينية، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بالخصوصيات المجتمعية والتربوية.
دور التقويم الدراسي الجديد في خدمة رؤية 2030
يدعم التقويم الدراسي المحدث أهداف رؤية 2030 في:
- تطوير جودة التعليم الوطني.
- تحسين التنافسية والابتكار.
- رفع معدلات النجاح والتحصيل العلمي.
- تعزيز البنية التحتية الرقمية والتعليمية.
- دعم مبادرات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في التعليم.
ويسهم النظام بالتالي في تدريب أجيال قادرة على منافسة سوق العمل العالمية، ذات مهارات متقدمة، ومستعدة لاستغلال الفرص في الاقتصاد الرقمي.
خطوة نحو استقرار جديد وجودة تعليمية
قرار العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين مع الحفاظ على الإطار الزمني الموحد يعد خطوة حكيمة تعكس فهم الوزارة لأهمية استقرار بيئة التعلم وضرورة تعديل النظام بما يتوافق مع أفضل التجارب الدولية، مع الحفاظ على المكتسبات النوعية السابقة.
توازن هذا النظام بين الاستقرار الزمني وفرص التطوير النوعي، وركز على الجوانب الجوهرية مثل تأهيل المعلمين وتطوير المناهج، ما يبشر بمزيد من النجاحات والتقدم في مسيرة التعليم الوطني.
السياسات المرنة التي تمنحها الوزارة لـ المؤسسات التعليمية المختلفة تعكس خصوصية مجتمع المملكة واحتياجاته المتنوعة، مما يزيد من فرص تحقيق جودة شاملة ومستدامة في التعليم.
